سمورة متالق
عدد الرسائل : 125 تاريخ التسجيل : 21/09/2007
| موضوع: دراسة حول الوضع في العراقــــــــــــــــــــــ الخميس أكتوبر 18, 2007 1:25 am | |
| دراسة حول الوضع في العراق يبدو أن الإدارة الأمريكية تتعامل في الوقت الراهن مع العراق كقضية تتعلق بحرب المصطلحات أكثر منها قضية إحتلال وحروب داخلية وتدخلات أقليمية ودولية وتداعيات لها بداية وليس لها نهاية،وبغض النظر عن كون الحرب اهلية أو داخلية او طائفية وليمها من يشاء كيفما يشاء فأن الثمن الباهض الذي يدفعه العراقيون كل يوم من دماء أبنائهم يتجاوز حرب المفاهيم والمصطلحات الذي تدور في فلكه الأدارة ألأمريكية ووسائل الأعلام العالمية، ففي الوقت الذي اعتبرت فيه بعض هذه الوسائل أن ما يجري في العراق يدخل في مصطلح الحرب الأهلية رغم أعتراض الرئيس بوش وإدارته هذا التصنيف ففي آخر حديث له في (تالين) رفض الحديث عن حرب أهلية معتبراً ان الأمر لا يتعدى تزايد العنف الطائفي ؟ وكذلك المسؤولين في الحكومة العراقية، فأنهم يحملون نفس الرؤية الأمريكية تجاه الأحداث ؟ وقد ذكر عضو البرلمان العراقي مثال الآلوسي بأنه لا يعتقد أن الحرب الأهلية موجودة وان هذه التسمية كلمة كبيرة وتعني أن يكون صرعاً مباشراً يساهم به كل المدنيين، وهذا غير موجود في العراق ؟ والحقيقة ان الآلوسي بحكم السياج العالي للمنطقة الخضراء فأنه يتعذر عليه أن ينظر الى ما يحدث في العراق بصورة واقعية وخاصة أنه يعاني من قصر نظر سياسي معروف ؟ ويرى عدد من السياسيين أنه من الحري ان يقدموا مصطلحاً متناسباً لحقيقة ما يجري في العراق بدلاً من أستخدام قوى تعمل على زعزعة الأمن والأستقرار وإلصاقها بالقاعدة متناسين بجهل أو إستغفال أو إستحمار أن تنظيم القاعدة هو جندي واحد في رقعة الشطرنج العراقية وقد فقد هذا الجندي لمعانه وبريقه بعد مقتل الزرقاوي وهناك العديد من اللاعبين الكبار والصغار على هذه الرقعة لهم أدوار أهم بكثير من هذا التظيم، ومهما يكن من امر فأن الأعلامي الشهير (مات لويير) في محطي أن بي سي قد ذكر انه بعد مناقشات طويلة مع عدد من المختصين والأستراتيجيين والمحللين السياسيين والعسكريين ومنهم الخبير العسكري المعروف باري ماكفري بان ما يحدث في العراق يصنف ضمن الحروب الأهلية، بالأستناد الى تعريف المصطلح بأنه مواجهات عنيفة تدور بين مجموعتين أو اكثر في دولة واحدة تستخدمان الأسلحة في هذه المواجهات لأغراض سياسية معلنة أو مخفية في ظل وجود حكومة تفتقر الى القوة والحكمة في إيقاف هذه المواجهات، وعلى ضوء هذا التفسير فان المحطة قررت ان تضرب برؤية الرئيس بوش حول ما يحدث في العراق عرض الحائط وتسمية ما يجري بالحرب الأهلية، وتكون المحطة قد أرتصفت في جانب محطات أخرى منها صحيفة لوس انجلوس تايمز ونيوزويك، كما أن وكالة اسوشيتيدبرس ذكرت بأنها تجري دراسة حول إستخدام المصطلح، بل أن مراسل المحطة في بغداد مايكل وار وقف ما سكاً رأسه بين يديه صارخاً " إذا كان ما يجري ليس حرباً أهلية فماذا تسمي ما يحدث" ؟ مضيفاً بأن العراقيين يفضلون عدم رؤية ما يشبه حرباً اهلية حقيقية؟ ويذكرنا هذا الحديث بزميله مراسل الوكالة الفرنسية في بغداد بول شيم الذي عبر عن رأيه فيما يحدث في العراق بأنه " العاصمة العراقية تعيش طوال الليل علي دوي انفجارات قذائف الهاون المتساقطة علي الأحياء وعلي أصوات الرشاشات الثقيلة وتبادل دفعات قذائف المدفعية فيما بين أحياء المدينة. وأن السكان لم يعودوا يرون أي معني للجدل الدائر في أمريكا والأمم المتحدة عن ظهور معايير لتؤكد اشتعال الحرب الأهلية من عدمه " رغم ان فرنسا تفضل أن تستخدم تسمية " التدهور الكبير" بدلاً من " الحرب ألأهلية" وتأتي هذه الخلافات عشية تحذير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بأن العراق على وشك أن يقع في الحرب الأهلية ؟ وربما نرى من المناسب أستعراض بعض الآراء بشأن ما يحدث في العراق بتروي وتحليل عسى أن نستنبط ما يساعدنا على فهم حقيقة ما يجري في العراق ؟ مقارنة بما جرى من احداث مشابهة في عدد من الدول العربية والأجنبية . أعترافات بأنها حرب أهلية يقول المحلل السياسي ايلين كنيكماير في مقال له نشر في الواشنطن بوست " بأنه في الوقت الذي ينكر فيه الأمريكان الحرب الأهلية في العراق، فأن العديد من الخبراء والمحللين السياسيين وحتى الناس العاديين في الشرق الأوسط يعتبرون ان هذه الحرب قائمة فعلاً " وتذكر البرفيسورة (مونيكا توفت) الأستاذة في جامعة هارفرد بأن الحرب الأهلية واقعة فعلاً في العراق مستعينة بمعيار يتألف من درجات يبدأ بعدد القتلى وينتهي بدور الحكومة من هذه الحرب . اما جوست هيلترمان الخبير في مجموعة الأزمات الدولية فأنه يقول " اننا هنا لانتحدث فقط حول حرب اهلية على نطاق واسع بل عن دولة فاشلة تنهمك المجموعات المتنوعة فيها في قتال شرس قد يمتد ويتحول الى صراع اقليمي في المنطقة كلها" ويشير عميد مركز الدراسات الأستراتيجية نواف عبيد " بأن كل المؤشرات تقول أن هناك حرباً أهلية وحالة تفتيت للدولة " أما رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان وهو المعروف بمعارضته الحرب على العراق في خطابه الشهير في الأمم المتحدة عام 2003 فقد ذكر بان " ان التدخل العسكري في العراق "محكوم عليه بالفشل" و"اليوم العراق غارق في حرب اهلية وفي الفوضى " كما أن المحلل الأعلامي روبرت طومسون اتهم وسائل الأعلام الأمريكية والدولية بالتقصير أزاء تفسير ما يحدث في العراق معتبراً انها " أستفاقت متأخرة عن توصيف ما يحدث وبعد أن كانت الحرب الأهلية قد بدأت فعلاً " . أما وزير الخارجية الأمريكي السابق فقد أشار يوم 29/11/2006 في منتدى أعمال عقد في الأمارات العربية المتحدة " ان العالم يجب أن يعترف بأن العراق منزلق الى حرب أهلية" ودعا زعماء العالم الى قبول هذا الواقع، وأضاف " أسميها حرباُ أهلية وأنا استخدم هذا المصطلح لأنني أحب مواجهة الواقع" . في آخر حديث مباغت للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مع محطة بي بي سي يوم 4/12 اعترف بأن هناك حرباً اهلية في العراق وزاد عليها بقوله " انها أسوأ من الحرب الأهلية" معتمداً معياراُ أفضل كبير من الذي ذكره المحللون والأستراتيجيون العسكريون والسياسيون، وهو مستوى العنف الجاري وعدد ضحيايا العنف وطريقة تنظيم القوات المتقاتلة ضد بعضها الآخر .
ما هي الحرب الأهلية يشير الكاتب المعروف أمير طاهري بان أول من أستخدم مصطلح الحروب الأهلية هو الفيلسوف شيشرون في أشارته الى الحروب الداخلية الرومانية والتي لم تشهد تدخل أطراف خارجية فيها، وكانت أول حرب أهلية شهدها التأريخ جري بين القادين لوسيوس كورنيلوس ونظيره غايوس ماريوس عام 87 ق.م ، و يبدو أن هناك أختلاف في تحديد مفهوم الحرب الأهلية ويرجع هذا الأختلاف الى طبيعة أسباب هذه الحروب وأختلاف الزوايا التي يتم النظر اليها إضافة الى أختلافات متعلقة بالمعايير مثل القوى التي تشترك بها إضافة الى حجم الخسائر الناجمة عنها وهناك من يربطها بالأوضاع التأريخية والوقائع الجغرافية والجذور الأجتماعية والمخلفات الثقافية والعوامل الدينية، ويرى المؤرخ الفرنسي جاكوس مارسيل بأن الحرب الأهلية لا تعني دوماً حرباً بالسلاح ولا ثورة مسلحة وأن كانتا نوعين من الحروب الأهلية، ولكنها مرحلة تسبق عملية التطور؟ ويجمع طاهري عدد من السمات لأطلاق المصطلح ذكر الأول منها وهو أنها تجري بين نعسكرين متنافسين بين مواطنين ينتمون الى نفس الدولة، والحقيقة أن هذه السمة مشتركة بين الحروب الدولية والأهلية ولا يمكن أعتبارها سمة كما أشار طاهري كما أن الحرب الأهلية لا تقتصر على طرفين كما أشار طاهري فقد يشترك فيها عدة فرق كما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية، والسمة الثامية التي يتحدث عنا طاهري هي أن يكون المعسكران بنفس العدد والقوة في بداية النزاع، وان الحرب بين أقلية وأغلبة هي ثورة وليست حرباً اهلية، ويبدو ان طاهري أيضاً لم يكن موفق في هذه السمة أيضاً فأن الحروب الأهلية قلما تميزي بمثل هذه السمة، حتى لو استثينا الدعم الخارجي للفرق المتنازعة، كما أنه من الصعب إعتماد معيار محدد لتحديد قوة الطرفين وحتى في حالة توفر مثل هذا القياس فأنه من الصعب أعتبار أن الطرفين متكافئين في العدد والعدة، وفي الوقت الذي نسى أن يشير الطاهري الى النقطة الثالثة فأن السمة الرابعة التي تجاوزتها كانت بأن النزاع يجب أن يكون خارج تطاق يطرة الدولة ولا يهدف الى تقسيم الدولة، وهذه السمة غريباً أيضاً فالدولة غالباً ماترتصف الى جانب احد الفرق المتصارعة وهذا ما حصل في السودان ولبنان والعراق حالياً اما كونه لا يهدف الى تقسيم الدولة فأن الوضع في العراق والسودان والصومال ينفي مثل هذا الأدعاء، ويضيف طاهري صفة خامسة يمكن ان نعتبرها السمة الثالثة المفقودة في الحلقة وهي عدم وجود تدخلات اجنبية من هذه الجانب أو ذاك، ولا نعرف في الوقت الحاضر حرباً اهلية ليست فيها أطراف أجنبية تنحاز الى أحد الأطراف وتقدم المساعدات اللوجستية أو المادية او البشرية أو الدعم الأعلامي لطرف ما ؟ ورغم ان طاهري قدم نموذجين للحرب الأهلية وهما الحرب في روسيا خلال الأعوام 1918-1921 والحرب الأهلية الأسبانية 1936-1939بأعتبار ان السمات الخمس تنطبق عليها ! وهناك من يحدد الحروب بفترة امدها ست سنوات وهذا معيار ليس له مغزى في ظل تناسي بقية لبعوامل المؤثرة ومنها الخسائر الناجمة عن الحرب وطبيعة الأطراف المتنازعة وتأثير العوامل الداخلية والخارجية، كما أن اشهر الحروب الأهلية وهي الأسبانية استمرت ثلاث سنوات (1936-1939) وهي تصنف من الحروب الأهلية الكبرى في التأريخ ؟ وقد ورد في احدى التحليلات بأن التعريف الأكاديمي يستند الى معيارين هما أن تكون القوى المتصارعة من البلد نفسه، والآخر إنها تقاتل من أجل الهيمنة على السلطة، ويبدو ان المعيار الثاني هو هدفاً اكثر منه تعريفاً، الخاصة وهي تفرز في سياقها قوى متصارعة ومصالح متعارضة، ، ويرى الكاتب عريب الرنتاوي بأن أي حرب أهلية لها ديناميكياتها تتغذى بحسابات الداخل بطوائفه ومدنه، فيما تقف القوى الخارجية إقليمية أو دولية عاجزة عن ممارسة الفعل والتأثير،والعراق " ليس خارجاً عن المألوف عن هذه القاعدة " . ويرى الكاتب عباس المرشد أن الحرب الأهلية " لا يمكنها أن تستمر أو تنشب ما لم تنجز لنفسها حزمة من التعاريف حول قضايا المجتمع الأهلي (الوحيد)، التعريف هو المحاولة الأولى لتسوية الصراعات حول تملك تسمية الأشياء وترتيب الأشخاص بما يتلاءم والمصالح. التعريف وفق هذا المنظور ينطلق من مجموعة ادراكات جماعية مرتبطة بالمواقع والإستراتيجيات كما يتضمن في ذاته حكما واتهاما ونفيا وإثباتا. وهذا ما تسعى إليه الحرب الأهلية عندما تقوم بتعريف بعض الأطراف على أنهم عنصر الشر وأدوات تخريبيه في المجتمع يجب نفيهم وإلغائهم من تراتبية المجتمع، لعبة التعريف تقوم هنا على تبرئة الذات واتهام الآخر وفق مقولات سردية أو حكايات للربح والخسارة" ويرى في وظيفة الحرب الأهلية " إنشاء وحدات جديدة مستقلة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا داخل النسيج الاجتماعي ويبرهن على نجاحه هذا الحل بالضرب وإعلان الحرب على الروابط السائدة وكونها غير قادرة على تسديد ما يجب عليها تسديده. بعبارة أدق فإن سردية الحرب الأهلية تقوم بوظيفة تفسيرية لمشكلة العالم فهي تحاول البحث في شغل المواقع ونسخ تراتبية السلطة في المجتمع أو تدويرها بالشكل المطلوب ولا تقدم رؤية لمشكلات العالم كما تفعل سرديان الحرب القتالية. فالمواجهة في الحرب الأهلية تتطلب تحديد المواقع والفئات وتعين الواجهات" . أما الخبير في الأكاديمية العسكرية الصينية تشاو جينغ فانغ فيرى أن الحرب الأهلية " يقصد بها الفصائل السياسية المتباينة المحلية عندما تقوم بالمجابهات العسكرية الواسعة النطاق لأجل المحافظة على السيطرة على السلطة " ويشترط شرطين لحصولها أولهما وجود فصيلتين أو اكثر متضادين، والثاني استخدام القوة العسكرية النظامية التي تسيطر كل منها عليها" ويصل الى نتيجة انه من المبكر التأكد من وقوع الحرب الأهلية في العراق . وبرأينا المتواضع ان الحرب الأهلية هي صراع ارادات بين قوتين أو اكثر داخل حدود الدولة يستخدم فيها العنف بشكل كبير كأداة سياسية لتحقيق مصالح متا قطعة، حيت ترى القوى المتنازعة أن الإفراط في العنف هو انجح وسيلة لتحقيق أهدافها السياسية في إسقاط النظام السياسي القائم وغير القادر على فرض سلطته أو زعزعة الاستقرار الداخلي من اجل التأثير في الاتجاهات السياسية الداخلية والخارجية أو بهدف تقسيم الدولة لأسباب مذهبية أو اقتصادية ومهما يكن من أمر فأن هذه الحروب رغم هذه الاختلافات فأن هناك خصائص مشتركة تجمع بينها ومن أهمها :- - أنها تجري في إطار حدود الدولة الواحدة لأن خروجها عن الحدود الجغرافية سيعطيها الطابع الإقليمي أو الدولي، وقد تشمل أقليم الدولة كله أو جزء منه . - انها أرضيتها تتضمن ما يقل عن طرفين متحاربين لك نسقفها يمكن أن يتضمن العديد من الأطراف كما هو الحال في الحروب التي سنستعرض عدداً منها بشكل موجز . - أنها غالباً ما ترجع إلى أسباب دينية أو سياسية أو سلطوية أو قبلية أو تباين وتضارب في مصالح المجموعات المتصارعة . - يستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة أو المتوسطة أو الثقيلة وتمتاز بشدة عنفها وتأثيرها على الأوضاع السائدة . - لها تأثير مباشر في الفوضى الأمنية وزعزعة الاستقرار السياسي في بلد الصراع، وربما تؤدي إلى انقلابات أو تغييرات حكومية . - تقوض مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتلحق أضراراً كبيرة في البنى التحتية والأرتكازية . - تغذيها وتدعمها غالبا أطراف خارجية منها معلنة ومنها غير سرية لأسباب مختلفة، سواء كان الدعم مالي أو تسليحي أو أعلامي أو بشري . - قد تتخذ الطابع المدني في بداية الأمر لكنها لا تلبث أن تكشف قناعها العسكري، وخاصة عندما تنضم قطاعات من الجيش أو الشرطة أليها أو تشترك بها ميليشيات مسلحة ذلت تدريب عسكري . - تنجم عنها خسائر بشرية كبيرة وهناك من يحدد هذا المعيار بمئات الأشخاص وآخرين بآلاف الأشخاص وهناك من يضع لها حدوداً مفتوحة، وتتصف هذه الحرب بانها شرسة وغالباً ما يدفع ثمنها المدنيينن وتشير مصادر الأمم المتحدة بأنه حوالي (5) مليون شخص فقد حياتهم خلال عقدين بسبب الحروب الأهلية في أفانستان والكونغو والسودان فقط، كما تشير إحصائيات أخرى بان 90% من ضحايا هذه الحروب هم من المدنيين . . - قد تأخذ إهتماماً اقليميا أو دولياً وقد يعترف بأنها حرباً اهلية من قبل المنظمات الدولية أو الأقليمية أو التكتلات والأحلاف الدولية . - غالباً ما تزيد مدتها عن السنة وقد تتجاوز العقد أو اكثر كما هو الأمر في السودان، واحيانا تكون مدتها أطول من الحروب الخارجية . - غالباً ما تنهي بتدخل أطراف دولية أو اقليية أو دول جوار أو منظمات دولية تستضيف قادتها وتنتي بالتوقيع على صلح ملزم لكل الأطراف المتصارعة . - قد تأخذ حالة الأستمرار في القتال أو تكون بصورة متقطعة وأحياناً تتخللها هدنة بين الطرفين المتصارعين أو من طرف واحد . - تجري الحروب الأهلية غالباً في ظل عجز الحكومة أو ضعفها أو بعد الأنقلابات أو الحروب الخارجية، حيث يصعب على الحكومة أن تهيأ قواتها المسلحة للتهدئة أو التدخل لإيقافها . - غالباً ما يصاحب هذه الحروب حالات القتل الثأري والسلب والنهب والأختطاف وعمليات الأغتصاب والتهجير القسري داخل أو خارج الوطن . - كثيراً ما تترك هذه الحروب آثاراً وجراحاً عميقة في المجتمعات التي تحدث فيها، قد تتوارثها ألأجيال، مما يجعلها قابلة للأندلاع في أية ازمة بسيطة، مما يستوجب أتخاذ تدابير اليقظة والحذر من قبل الأطراف المتصارعة أو الحكومة لتلافي شراراتها. - أن حجم الحروب الأهلية اكبر من حجم الحروب الدولية والأقليمية، حين انها قلما تنجح في جذب أنتباه الدول والمنظمات الدولية ووسائل الأعلام اليها بأعتبارها أقل خطورة وتأثيراً، كما أن بعض الأطراف تعتبر تدخلها يتناقض مع مبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فقد أشارت أحصائيات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام بأن النزعات المسلحة التي جرت خلال الأعوام 1990-2000 كانت حروباً أهلية بأستثناء ثلاث منها . - تجري مثل هذه الحروب في الدول التي تخضع للسيطرة الأستعمار أو قوات الغزو والأحتلال أو الأنتداب أو تحت الوصاية، فغالباً ما تقوم دول الأحتلال بإذكاء مثل هذه الحروب وفقاً للقاعدة الأستعمارية " فرق تسد" ولتبرير وجودها بحجة ضعف الحكومة أو أن وجودها يؤمن عدم الفئات الوطنية المتصارعة في حرب أهلية، وقد أستخدمت الولايات المتحدة هذه الطريقة في فيتنام وتدعى " خطة فينكس" . - غالباً ما تؤدي الحروب الأهلية التى إنتشار الأمراض والمجاعات وأنهيار القيم الدينية والأخلاقية وإنتشار التخلف الثقافي والتهرب من المدارس ونشاط تجارة المخدرات والرقيق الأبيض، وتشير أحصائيات بان احدى الحروب الأهلية في أفريقيا 20% من ضحاياها كانوا نتيجة إنتشار ألأمراض و78% نتيجة الجوع في حين 2% فقط كانوت نتيجة الأصابات المباشرة . - من النتائج المباشرة لهذه الحروب تشريد أبناء الوطن كلاجئين في دول العالم وغالباً ما يكونون من الشباب، وتشير أحصائيات الأمم المتحدة الى وجود (50) مليون لاجيء مشرد في العالم معظمهم من الشباب والذكور .
اسباب ودواعي الحروب الأهلية هذه مجموعة من الأسباب المؤدية في أندلاع الحروب الأهلية في دول العالم مع الملاحظ أنه احياناً قد يجتمع اكثر من عامل في تأجيجها :- - الخلافات الدينية والمذهبية بين الطوائف الأجتماعية في البلد، وغالباً ما يغذي رجال الدين النزعات الطائفية ويدفعون بها الى اتون الحرب، وهناك الكثير من الشواهد التأريخية والمعاصرة على مثل هذه الحروب، وقد يكون وراءها عوامل سياسية تتغذى عليها وتأجج سعيرها كما هو الأمر في الحروب الكاثوليكية البرتستانية . - العوامل القبلية والعشائرية والثأرية التي تدعمها العادات والتقاليد البالية إضافة الى التخلف الثقافي والأجتماعي وأنتشار الجهل والأمية بين صفوف المواطنين، مما يسهل إنقيادهم الى هذه الحروب، كما هور الأمر في الحرب الأهلية الصومالية رغم مصاحبة الأسباب الأقتصادية لها . - العوامل السياسية, والمتمثلة بعدم القدرة على كبح جماح شهوة الحكم، والرغبة في المشاركة بصنع القرار، أو رفض سياسة التهميش المقصود الذي تمارسه الفئة الحاكمة إتجاه فئة أو عدة فئات أجتماعية معينة، او تفضيل فئة أخرى عليها بمعنى نهج سياسة التمييز في التعامل مع الفئات الأجتماعية المختلفة . - العوامل الأقتصادية بسبب توفر موارد أقتصادية في منطقة ومحاولة أستئثارها بها على حساب بقية فئات المجتمع، أو التركيز في مشاريع التمية الأقتصادية في منطقة وحرمان مناطق أخرى منها، او الصراعات على تجارة محددة مثل تجارة المخدرات في أفغانستان والماس في افريقيا . - العوامل الخارجية المحرضة على اندلاع الحروب الأهلية مثل الخضوع الى السيطرة الأستعمارية أو الأنتداب أو الوصاية، أو تحريض جهات اجنبية لبعض الفئات المحلية على التمرد ومدها بالأفراد والأسلحة والدعم اللوجستي كما هو جاري حالياً في العراق . - ضعف الحكومة المركزية وعدم سيطرتها على الوضع الأمني والأستقرار في البلاد وفشلها في فرض هيبتها على الأطراف المتنازعة، بسبب ضعف أمكاناتها المادية أو البشرية والتسليحية أو دخولها كمساعد لأحد أطراف النزاع فيفقدها حيادها .
يتبع في الموضوع القادم اراء السياسين | |
|